تتجدد الأماني كلما حان موعد انطلاق كأس إفريقيا للأمم

Africa cup

تنطلق مساء اليوم نسخة جديدة من كأس الأمم الإفريقية التي تحتضنها الملاعب المصرية بثلاثة مستجدات؛ فأما المستجد الأول فيتعلق بتوقيت تنظيم البطولة الذي يصادف نهاية الموسم الكروي وبداية فصل الصيف عوض شهر يناير، وأما المستجد الثاني فهو رفع عدد المنتخبات المشاركة ليبلغ أربعة وعشرين منتخبا بدلا من ستة عشر في النسخة الماضية، وأما المستجد الثالث والأخير فهو مشاركة منتخبات ستكتشف لأول مرة أجواء البطولة وهي  مدغشقر وبوروندي وموريتانيا.

كلما آن موعد انطلاق كأس إفريقيا كلما علقت جماهير كل بلد آمالا كبيرة على منتخبها للذهاب بعيدا في هذه المسابقة، والجماهير المغربية لا تمثل الاستثناء في هذا الباب وإن اختلفت درجة التفاؤل لديهم إثر الوجه الشاحب الذي أبان عليه المنتخب المغربي خلال المباراتين الاستعداديتين اللتين خاضهما ضد كل من غامبيا وزامبيا بمدينة مراكش، متكبدا هزيمتين لم يرافقهما أداء يمكن أن يبعث على التفاؤل، بل زاد من منسوب الخوف لدى الجمهور من تكرار سيناريو الإخفاق الذي عادة ما يطبع مشاركات المغرب في البطولات الإفريقية.

لطالما أبان المنتخب المغربي على وجه مطمئن خلال المباريات الاستعدادية التي تسبق كل بطولة إفريقية وحقق نتائج جيدة لكنها خادعة، كانت تدفع الصحافة إلى تصنيف المغرب ضمن المنتخبات المرشحة للتربع على عرش القارة السمراء وتجعل الجمهور يتوسم خيرا في جلب لقب ثان يؤنس وحشة اللقب الوحيد الذي أحرزه جيل 1976. وما إن تدق ساعة الحسم حتى نستيقظ رغما عنا من حلم جميل، والحلم يبقى حلما مهما بلغت روعته مالم يليه عمل جاد وعزيمة لا تتأثر بقوة الهزات.

بدا واضحا منذ فترة طويلة أن الناخب الوطني، هيرفي رونارد، متشبع بأفكار غير قابلة للمراجعة تتمثل أساسا في تشبته بمجموعة لاعبين رغم تراجع مستوى البعض منهم سواء بسبب تقدمهم في السن أو اختيارهم الرحيل الجماعي نحو دول الخليج، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل حول المعايير التي يتبناها المدرب عند اختياره للتشكيلة؛ أهي خاضعة لمنطق العقل والاستحقاق أم يحكمها جانب العاطفة وإرضاء الخواطر. وأثار مستوى هؤلاء اللاعبين الشكوك قبل أيام معدودات من أول مباراة للمنتخب المغربي أمام نظيره الغامبي، خاصة فيما يرتبط باللياقة البدنية والبطء الكبير الذي لوحظ لدى بعضهم ممن يشغلون خطي الدفاع والوسط.

انتُقد الناخب الوطني بسبب اختياره إجراء مباراتين استعداديتين ضد منتخبين غير معنيين بالمنافسة في كأس إفريقيا إثر فشلهما في تجاوز الأدوار الإقصائية المؤهلة إلى النهائيات، بينما كان بإمكانه اختيار منتخبات كبيرة قادرة على أن تصير مرآة تعكس النقط السلبية التي تعتري أداء المغرب قصد إصلاحها قبل الدخول في غمار المباريات الرسمية. ومن جهة أخرى، هناك من دافع عن هذا الاختيار باعتباره فرصة أمام المدرب لتجريب خطط جديدة ضد منتخبات أقل شأنا على المستوى القاري وتكرارها مرات عديدة حتى يستأنس بها اللاعبون.

،يعول المغاربة كثيرا على خبرة المدرب، هيرفي رونار، في كأس إفريقيا التي نالها مع منتخبين مختلفين وهما زامبيا وساحل العاج ومعرفته الدقيقة بخبايا المنتخب المغربي الذي يشرف على تدريبه منذ حوالي ثلاث سنوات ويقوده للمرة الثانية على التوالي في البطولة الإفريقية، بعد أن قاده لكسر عقدة حاجز الدور الأول ببلوغه دور الربع قبل أن يغادر بسبب هدف قاتل سجله المنتخب المصري في آخر أنفاس المباراة.

يجب علينا الآن أن نتناسى كل الأمور السلبية التي رافقت المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة ودعمه دعما لا مشروطا والثقة في قدرته على تحقيق نتيجة جيدة خلال هذه البطولة، وترك المحاسبة إلى ما بعد نهاية مشوار المغرب في البطولة والذي نتمنى نحن المغاربة جميعا أن يطول وألا يتوقف قبل تاريخ التاسع عشر من شهر يوليوز.

Crédit image

التعليقات مغلقة.

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑