كان 2019…منتخبات أكثر بطولة أفضل؟

tirage au sort

أُسدل الستار يوم أمس على مرحلة المجموعات من كأس الأمم الإفريقية الدائرة رحاها حاليا بالملاعب المصرية، بتأهل منتخبات منها من حجزت بطاقة عبورها إلى الدور الثاني بسهولة ومنها من عانت الأمرين قبل تذوق طعم التأهل، وإقصاء منتخبات أخرى لم يحالفها الحظ وأدت دورها المتمثل في المشاركة من أجل المشاركة على وجه الكمال. وبلغت المنافسات مبلغا يسمح بتقييم الخطوة التي أقدم عليها الاتحاد الإفريقي بزيادة عدد المنتخبات المشاركة، أكانت صائبة وعادت بالنفع على القيمة الفنية للبطولة أم كانت مغامرة غير محسوبة العواقب لا لشيء سوى لتقليد النموذج الأوروبي والآسيوية مؤخرا دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة البيئة الكروية الإفريقية.

انضمت خلال النسخة الحالية من كأس الأمم الإفريقية ثلاثة منتخبات جديدة دوّنت أسماءها في سجل البلدان الإفريقية الذي أثثت هذه المسابقة القارية عبر التاريخ؛ وهي بلدان بوروندي الذي خرج صفر اليدين من البطولة متكبدا ثلاث هزائم وموريتانيا التي افتتحت عدادها بأول نقطتين في تاريخاها بتعادليين سلبيين أمام مدارس تفوقها خبرة وإمكانيات، وأخيرا مدغشقر مفاجأة هذه النسخة التي حققت سبع نقاط من أصل تسع ممكنة، بل والأكثر من ذلك تصدرها مجموعة تضم نيجيريا بطلة إفريقيا في ثلاث مناسبات ومنتخب غينيا المعتاد على الحضور بصفة شبه منتظمة.

جعلتنا بعض مباريات هذه البطولة نشعر بالممل ونتمنى بفارغ الصبر متى يصدر قاضي الملاعب حكمه بإنهاء المباراة، خاصة في المباريات التي شملت المنتخبات المنتمية إلى المستوى الرابع والتي ما كانت لتشارك لولا النظام الجديد الذي أتت به الكاف. وأثر مستوى بعض هذه المنتخبات على المستوى التقني للبطولة خلال مرحلة المجموعات، ولا يقتصر هذا الأمر على المنتخبات العادية فقط بل يشمل بعض المنتخبات الكبيرة قاريا التي خيبت آمال كل متتبع يريد أن يشاهد كرة جميلة لا غير بعيدا عن عامل الانتماء.

أضرَّ تمكين أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث من التأهل بجودة المنافسة، إذ يكفي تحقيق انتصار واحد بنتيجة لا تقل عن هدف واحد وخسارة مباراتين بفارق لا يتعدى هدفا واحدا في المباراتين معا أو حصد ثلاثة تعادلات من التأهل إلى الدور الثاني دون مشاكل. وأتاح هذا الأمر الفرصة لمنتخبات لم تقدم خلال مبارياتها الثلاث ما يشفع لها بالتأهل، ومنتخبي البنين وتونس خير مثال على ذلك.

اتضح بالملموس إثر انتهاء الدور الأول أن مشاركة بعض المنتخبات لم يرفع من القيمة الفنية للبطولة، بل العكس هو الذي حدث تماما. لكننا سنكون ظالمين إذا عممنا هذا الشيء، وبالتالي سنبخس حق من اجتهد وبدأ يحصد ثمار عمله؛ فمنتخبي مدغشقر وأوغندا استحقا التأهل عن مجموعتيهما بالنظر إلى طريقة لعبهما، وكانا سيتأهلان إلى هذه البطولة الإفريقية دون الحاجة إلى مساعدة الكاف بزيادة عدد البلدان المشاركة.

Crédit image.

أضف تعليق

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑