صفعة البنين… نكسة تنضاف إلى نكسات الكرة المغربية

publier d'abord7

تبَّخر حلم لاحقناه نحن المغاربة منذ أزيد من أربعين سنة ظنناه حقيقة، لنكتشف مرة أخرى أنه مجرد وهم خُيِّل لنا أنه مشروع يمكن لمنتخبنا أن يحوله إلى حقيقة، لكن شتان ما بين الكلام والفعل. لم يتوان رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، منذ نهاية كأس العالم الأخيرة بروسيا عن تذكيرنا بالهدف التالي المتمثل في الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2019 وبأن المنتخب المغربي لن يرض عن ذلك بديلا، لكنه هو الآخر على ما يبدو قد خلط ما بين الحلم والوهم وأفرط في التفاؤل، إلى درجة أن تصريحاته ساقتنا إلى أن نطمح لشيء ليس من حقنا، والبنين هي من عرَّفتنا بقدر منتخبنا على الخريطة الكروية الإفريقية.

خطَّ منتخب البنين أول سطر من سطور كتاب تاريخه في عالم كرة القدم في كأس الأمم الإفريقية التي يشارك فيها للمرة الرابعة على حساب منتخب المغرب الذي يصنفه أغلب العارفين بكرة القدم الإفريقية ضمن خانة كبار إفريقيا؛ وهو إقصاء لا يمكن وصفه إلا بالمذل والمؤلم جدا. فشل المغرب كما جرت العادة في التأهل إلى دور الربع أمام منتخب عرف قدر نفسه وركن إلى الدفاع وحضّر لركلات الترجيح التي هي غايته من أجل المرور إلى الدور التالي؛ منتخب بُعث ليوقظنا جميعا من حلم في عز النهار وليعيدنا إلى نقطة الصفر التي لم نتزحزح عنها قيد أنملة في الواقع.

يطرح هذا الإقصاء وبقوة سؤالا محيرا حول ما إذا كان منتخبنا بالفعل كبيرا من كبار إفريقيا أم أن ذلك مجرد سراب نوهم به أنفسنا كلما حان موعد بطولة قارية. لم أجد شخصيا لهذا السؤال جوابا أو بالأحرى لا أريد أن أجيب عنه، لأن الإجابة قد تكون قاسيا بالنسبة إلى المغاربة جميعا. يُصنف منتخب ضمن الكبار عندما يحقق إنجازات عديدة، في حين أن المنتخب المغربي لم يحقق طوال مشاركاته سوى لقب وحيد وبلغ المباراة النهائية في مناسبة واحدة وأقصي من الدور الأول في أغلب النسخ التي شارك فيها.

تؤكد هذه الأرقام أن ما حققه المنتخب المغربي في مشاركاته في كأس الأمم الإفريقية من إنجازات يمكن عده على أصابع اليد الواحدة؛ وفي المقابل فمنتخبات أخرى حققت أضعاف ما حققه المنتخب المغربي: فمصر نالت اللقب الإفريقي سبع مرات والكاميرون تُوجت بطلة لإفريقيا في خمس مناسبات ونيجيريا حصدت اللقب القاري في ثلاث نسخ بينما حصدته غانا في مناسبتين.

كفانا نكسات متتابعة وتفاؤل في غير محله في منتخب يوهموننا أنه من كبار إفريقيا، بينما تثبت إنجازاته الشحيحة عكس ذلك، على الرغم من الإمكانيات المالية واللوجستية المسخرة لفائدته. لا يمكن لأحد أن ينكر قيمة اللاعبين الذين مروا طوال تاريخ المنتخب ولا اللاعبين الحاليين، فالذي ينقصنا هو ثقافة المنتخبات الكبيرة التي تعرف كيف تفوز وما الذي يجب أن تفعله حتى وهي في أسوأ أحوالها.

Crédit image.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑